﴿يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل﴾ أي: بما لم تبحه الشريعة من نحو السرقة والخيانة والغصب والقمار والربا، وقوله تعالى: ﴿إلا أن تكون تجارة﴾ استثناء منقطع أي: لكن أن تقع تجارة على قراءة الرفع وهي قراءة غير عاصم وحمزة والكسائي وأمّا هؤلاء فقرؤوا بالنصب على كان الناقصة وإضمار الاسم أي: إلا أن تكون الأموال تجارة ﴿عن تراض منكم﴾ أي: فلكم أن تأكلوها ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾ أي: بارتكاب ما يؤدّي إلى هلاكها في الدنيا والآخرة، وقال الحسن: يعني إخوانكم أي: لا يقتل بعضكم بعضاً أو لا يقتل الرجل نفسه كما يفعله بعض الجهلة.
روي أنّ رسول الله ﷺ قال: «من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة».
وروي أنّ الله تعالى يقول: «بادرني عبدي بنفسه فحرّمت عليه الجنة».
وعن عمرو بن العاص أنه تأوّله في التيمم لخوف البرد فلم ينكر عليه ﷺ ﴿إنّ الله كان بكم﴾ يا أمّة محمد ﴿رحيماً﴾ حيث أمر بني إسرائيل بقتل الأنفس ونهاكم عنه.
(٢/٢١٧)
---
﴿ومن يفعل ذلك﴾ أي: ما نهى عنه من قتل النفس وغيره من المحرمات، وقوله تعالى: ﴿عدواناً﴾ حال أي: متجاوزاً للحلال وقوله تعالى: ﴿وظلماً﴾ تأكيد وقيل: أراد بالعدوان التعدّي على الغير وبالظلم ظلم الشخص نفسه بتعريضها للعقاب ﴿فسوف نصليه﴾ أي: ندخله ﴿ناراً﴾ يحترق فيها ﴿وكان ذلك على الله يسيراً﴾ أي: هيناً لا عسر عليه فيه.