﴿واعبدوا الله﴾ أي: وحدوه وأطيعوه ﴿ولا تشركوا به شيئاً﴾ أي: شيئاً من الإشراك جلياً كان أو خفياً، وعن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أنه قال: كنت رديف رسول الله ﷺ فقال: «هل تدري يا معاذ ما حق الله على الناس؟» قال: قلت الله ورسوله أعلم، قال: «حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، أتدري يا معاذ ما حق الناس على الله تعالى إذا فعلوا ذلك؟» قلت: الله ورسوله أعلم قال: «فإنّ حق الناس على الله أن لا يعذبهم» قال قلت: يا رسول الله ألا أبشر الناس؟ قال: «دعهم يعملون» ﴿و﴾ أحسنوا ﴿بالوالدين إحساناً﴾ أي: برّاً ولين جانب ﴿وبذي القربى﴾ أي: صاحب القرابة ﴿واليتامى والمساكين﴾ ويدخل في المساكين الفقراء.
روي أنه ﷺ قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة» وفي رواية: «من مسح رأس يتيم ولم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة تمرّ عليها يداه حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين أصبعيه» ﴿والجار ذي القربى﴾ أي: القريب منك في النسب أو الجوار ﴿والجار الجنب﴾ أي: البعيد عنك في النسب أو الجوار.
روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: يا رسول الله إنّ لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: «إلى أقربهما منك باباً».
وروي أنه ﷺ قال لأبي ذر: «لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها».
وروي أنه ﷺ قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورّثه». ﴿والصاحب بالجنب﴾ أي: الرفيق في السفر كما قاله ابن عباس ومجاهد، أو المرأة تكون معه إلى جنبه كما قاله علي والنخعي، أو الذي يصحبك رجاء نفعك في تعلم علم أو حرفة أو نحو ذلك كما قاله ابن جريج وابن زيد ﴿وابن السبيل﴾ أي: المسافر؛ لأنه يلازم السبيل، أو الضيف كما عليه الأكثر.
(٢/٢٢٨)
---


الصفحة التالية
Icon