والمراد: إبليس وأعوانه الداخلة في باطن الإنسان والخارجة عنه، ويجوز أن يكون وعيداً لهم بأنّ الشيطان يقرن بهم في النار.
﴿وماذا عليهم لو آمنوا با واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله﴾ أي: أيّ ضرر عليهم في ذلك والاستفهام للإنكار، ولو مصدرية أي: لا ضرر فيه، وإنما الضرر فيما هم عليه وقوله تعالى: ﴿وكان الله بهم عليماً﴾ وعيد لهم فيجازيهم بما عملوا.
﴿إنّ الله لا يظلم﴾ أحداً ﴿مثقال﴾ أي: وزن ﴿ذرّة﴾ وهي أصغر نملة، ويقال: لكل جزء من أجزاء الهباء في الكوّة، أي: لا ينقص قدر ذلك من حسناته ولا يزيده في سيئاته كما قال تعالى: ﴿إنّ الله لا يظلم الناس شيئاً﴾ (يونس، ٤٤)، وفي ذكر المثقال إيماء إلى أنه وإن صغر قدره عظم جزاؤه. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه أدخل يده في التراب فرفعها ثم نفخ فيه فقال: كل واحدة من هؤلاء ذرة ﴿وإن تك حسنة﴾ أي: وإن يك المثقال حسنة ﴿يضاعفها﴾ أي: ثوابها من عشر إلى أكثر من سبعمائة، وعن أبي عثمان النهدي أنه قال لأبي هريرة: بلغني عنك أنك تقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنّ الله يعطي عبده المؤمن بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة» قال أبو هريرة: لا بل سمعته يقول «إنّ الله يعطيه ألفي ألف حسنة». ثم تلا هذه الآية.
(٢/٢٣٢)
---


الصفحة التالية
Icon