روي عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله الرجل يحب قوماً ولم يلحق بهم قال النبيّ ﷺ «المرء مع من أحب».
وروي أيضاً أن رجلاً قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: «وما أعددت لها؟» فلم يذكر كثيراً إلا أنه يحب الله ورسوله قال: «فأنت مع من أحببت» وقوله تعالى:
﴿ذلك﴾ أي: كونهم مع من ذكر مبتدأ خبره ﴿الفضل من الله﴾ أي: تفضل به عليهم لا إنهم نالوه بطاعتهم ﴿وكفى با عليماً﴾ أي: بجزاء من أطاعه أو بمقادير الفضل واستحقاق أهله.
روى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: «قاربوا وسدّدوا واعلموا أنه لا ينجو أحد منكم بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل».
﴿يأيها الذين آمنوا﴾ أي: أقرّوا بالإيمان ﴿خذوا حذركم﴾ من عدوّكم أي: احترزوا منه، وتيقظوا له والحذر الحذر كالأثر الأثر ﴿فانفروا﴾ أي: اخرجوا إلى قتاله مسرعين ﴿ثبات﴾ أي: جماعات متفرّقين سرية في أثر سرية جمع ثبة، وهي الجماعة من الرجال فوق العشرة ﴿أو انفروا جميعاً﴾ أي: مجتمعين كوكبة واحدة، قال البيضاوي: والآية وإن نزلت في الحرب لكن يقتضي إطلاق لفظها وجوب المبادرة إلى الخيرات كلها كيفما أمكن قبل الفوات.
﴿وإنّ منكم﴾ الخطاب لعسكر النبيّ ﷺ المؤمنين منهم والمنافقين ﴿لمن ليبطئن﴾ أي: ليتأخرن وليتثاقلن عن القتال وهم المنافقون كعبد الله بن أبيّ المنافق وأصحابه، وإنما قال منكم لاجتماعهم مع أهل الإيمان في الجنسية والنسب وإظهار الإسلام لا في حقيقة الإيمان ﴿فإن أصابتكم مصيبة﴾ كقتل وهزيمة ﴿قال﴾ هذا المتبطىء جهلاً منه وغلظة ﴿قد أنعم الله عليّ إذ﴾ أي: حين ﴿لم أكن معهم شهيداً﴾ أي: حاضراً فأصاب.
(٢/٢٦١)
---


الصفحة التالية
Icon