تنبيه: الفاء في قوله تعالى: ﴿فقاتل في سبيل الله﴾ قال البغوي: جواب عن قوله تعالى: ﴿ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً﴾ فتأمّل انتهى..
﴿وحرّض المؤمنين﴾ أي: حثهم على القتال ورغبهم فيه إذ ما عليك في شأنهم إلا التحريض ﴿عسى الله أن يكف بأس﴾ أي: حرب ﴿الذين كفروا﴾ وعسى في كلام الله وعد واجب الوقوع بخلافها في كلام المخلوق ﴿وا أشدّ بأساً﴾ أي: صولة منهم ﴿وأشدّ تنكيلاً﴾ أي: عقوبة منهم، فقال النبيّ ﷺ «والذي نفسي بيده لأخرجنّ ولو وحدي» فخرج بسبعين راكباً إلى بدر الصغرى فكف الله بأس الذين كفروا بإلقاء الرعب في قلوبهم ومنع أبا سفيان من الخروج كما تقدّم في ورة آل عمران.
﴿من يشفع شفاعة حسنة﴾ راعى بها حق مسلم بأن دفع عنه بها ضرراً أو جلب إليه نفعاً ابتغاء وجه الله، ومنها الدعاء للمسلم قال ﷺ «من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له وقال له الملك: ولك مثله» أي: مثل ذلك أي: ودعاء الملك لا يردّ ﴿يكن له نصيب﴾ أي: أجر ﴿منها﴾ أي: بسببها قال أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه: «كان رسول الله ﷺ جالساً إذ جاءه رجل يسأل أو يطلب حاجة أقبل علينا بوجهه فقال: اشفعوا تؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما شاء» ﴿ومن يشفع شفاعة سيئة﴾ مخالفة للشرع ﴿يكن له كفل﴾ أي: نصيب من الوزر ﴿منها﴾ أي: بسببها ﴿وكان الله على كل شيء مقيتاً﴾ قال ابن عباس مقتدراً مجازياً قال الشاعر:
وذي ضغن (أي: رب صاحب حقد) كففت الضغن عنه
وكنت على إساءته (أي: إساءتي لذي الضغن) مقيتاً
أي: مقتدراً وقال مجاهد: شاهداً وقال قتادة: حفيظاً، وقيل: معناه على كل حيوان مقيتاً أي: يوصل القوت إليه، وجاء في الحديث: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت».
(٢/٢٧١)
---


الصفحة التالية
Icon