*أرباً واحداً أم ألف رب ** أدين إذا تقسمت الأمور*
أدين أي: أطيع، من دان أي: انقاد، إذا تقسمت أي: تفرّقت:
*تركت اللات والعزى جميعاً ** كذلك يفعل الرجل البصير*
*ألم تعلم بأن الله أفنى ** رجالاً كان شأنهم الفجور*
*وأبقى آخرين ببرّ قوم ** فيربو منهم الطفل الصغير*
وقوله تعالى: ﴿وأنتم تعلمون﴾ حال من ضمير ﴿فلا تجعلوا﴾ ومفعول تعلمون متروك، أي: وحالكم أنكم من أهل العلم والنظر وإصابة الرأي فلو تأمّلتم أدنى تأمّل اضطرّ عقلكم إلى إثبات موجد للممكنات منفرد بوجود الذات متعال عن مشابهة المخلوقات أو مقدّر وهو أنّ الأنداد لا تماثله ولا تقدر على مثل ما يفعله، كقوله تعالى: هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء وعلى كون ﴿وأنتم تعلمون﴾ حالاً فالمقصود منه التوبيخ سواء أجعل مفعول تعلمون متروكاً أو مقدراً وإن كان التوبيخ في الأوّل آكد كما صرّح به «الكشاف» لا تقييد الحكم وقصره وهو النهي عن جعلهم لله أنداداً بحال علمهم فإن العالم والجاهل المتمكن من العلم سواء في التكليف.
(١/٧٢)
---


الصفحة التالية
Icon