تنبيه: فائدة ذكر قوله تعالى: ﴿لا يستوي القاعدون﴾ إلخ.. تذكير ما بينهما من التفاوت ليرغب القاعد في الجهاد رفعاً لرتبته واتقاء عن انحطاط منزلته.
وروي أنه ﷺ قال لما رجع من غزوة تبوك ودنا من المدينة قال: «إنّ في المدينة لأقواماً ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد إلا كانوا معكم فيه» قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة قال: «نعم وهم بالمدينة حبسهم العذر» ﴿فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين﴾ لضرر ﴿درجة﴾ أي: فضيلة لاستوائهما في النية وزيادة المجاهد بالمباشرة ﴿وكلاً﴾ من القاعدين لضرر والمجاهدين ﴿وعد الله الحسنى﴾ أي: الجنة لحسن عقيدتهم وخلوص نيتهم وإنما التفاوت في زيادة العمل المقتضى لمزيد الثواب ﴿وفضل الله المجاهدين على القاعدين﴾ لغير ضرر ﴿أجراً عظيماً﴾ ويبدل منه.
﴿درجات منه﴾ أي: منازل بعضها فوق بعض من الكرامة، وقوله تعالى: ﴿ومغفرة ورحمة﴾ منصوبان بفعلهما المقدر ﴿وكان الله﴾ أي: ولم يزل ﴿غفوراً﴾ لأوليائه ﴿رحيماً﴾ بأهل طاعته.
(٢/٢٨٨)
---


الصفحة التالية
Icon