﴿أولئك هم الكافرون﴾ أي: الكاملون في الكفر وقوله تعالى: ﴿حقاً﴾ مصدر مؤكداً لمضمون الجملة قبله ﴿وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً﴾ أي: ذا إهانة وهو عذاب النار.
ولما بين سبحانه وتعالى ما أعده للكافرين بين ما أعده للمؤمنين بقوله تعالى:
﴿والذين آمنوا با ورسله﴾ كلهم ﴿ولم يفرّقوا بين أحد منهم﴾ بأن كفروا ببعض وآمنوا ببعض كما فعل الأشقياء منهم وإنما أدخل بين على أحد وهو يقتضي متعدّداً لعمومه من حيث إنه وقع في سياق النفي ﴿أولئك﴾ أي: العالو الرتبة في رتب السعادة ﴿سوف نؤتيهم﴾ بوعد لا خلف فيه وإن تأخر ﴿أجورهم﴾ الموعودة لهم بإيمانهم بالله وكتبه ورسله، وقرأ حفص بالياء على الغيبة، والباقون بالنون ﴿وكان الله غفوراً﴾ لما يريد من الزلات ﴿رحيماً﴾ أي: لمن يريد إسعاده بالجنات، ونزل لما قال أحبار اليهود للنبيّ ﷺ إن كنت نبياً فأتنا بكتاب جملة من السماء كما أتى به موسى.
(٢/٣٣٤)
---


الصفحة التالية
Icon