فائدة: روي عن ابن مسعود قال: أنزل الله تعالى في هذه السورة ثمانية عشر حكماً لم ينزلها في غيرها قوله تعالى: ﴿والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام﴾ ﴿وما عملتم من الجوارح مكلبين﴾ ﴿وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم﴾ ﴿والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم﴾ وتمام الطهر في قوله تعالى: ﴿إذا قمتم إلى الصلاة﴾ ﴿والسارق والسارقة﴾ ﴿ولا تقتلوا الصيد وأنتم حرم﴾ الآية ﴿وما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام﴾ وقوله تعالى: ﴿شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت﴾ وزيد عليها تاسع عشر وهو قوله تعالى: ﴿وإذا ناديتم إلى الصلاة﴾ ليس للآذان ذكر في القرآن إلا في هذه السورة وأما في سورة الجمعة فهو مخصوص بالجمعة وهو في هذه السورة عام في جميع الصلوات والبهيمة كل حيّ لا يميز أي: من شأنه أنه لا يميز فلا يدخل في ذلك المجنون ونحوه، والأنعام: الإبل والبقر والغنم وهي الأزواج الثمانية وألحق بها الظباء وبقر الوحش.
تنبيه: إضافة البهيمة إلى الأنعام للبيان كقولك: ثوب خز ومعناه البهيمة من الأنعام.
(١٥/٢)
---
فإن قيل: لم أفرد البهيمة وجمع الأنعام؟ أجيب: بإرادة الجنس وقوله تعالى: ﴿إلا ما يتلى عليكم﴾ أي: تحريمه في قوله تعالى: ﴿حرّمت عليكم الميتة﴾ الآية استثناء منقطع ويجوز أن يكون متصلاً والتحريم عرض من الموت ونحوه وقوله تعالى: ﴿غير محلي الصيد﴾ حال من ضمير لكم وقوله تعالى: ﴿وأنتم حرم﴾ مبتدأ وخبر في محل نصب على الحال من الضمير في محل جمع حرام وهو المحرم ﴿إنّ الله يحكم ما يريد﴾ من تحليل وتحريم وغيرهما على سبيل الإطلاق لا يجب عليه مراعاة مصلحة ولا حكمة كما تقوله المعتزلة، فلا يسئل عن تخصيص ولا تفصيل فما فهمتم حكمته فذاك ومالا فكلوه إليه وارغبوا في أن يلهمكم حكمته.