﴿ما يريد الله ليجعل عليكم﴾ في الدين ﴿من حرج﴾ أي: ضيق بما فرض عليكم من الوضوء والغسل والتيمم ﴿ولكن يريد ليطهركم﴾ من الأحداث والذنوب فإنّ الوضوء يكفر الذنوب ﴿وليُتِمّ نعمته عليكم﴾ ببيان شرائع الدين ﴿لعلكم تشكرون﴾ نعمه فيثيبكم، قال البيضاوي: والآية مشتملة على سبعة أمور كلها مثنى طهارتان أصل وبدل والأصل اثنان مستوعب وغير مستوعب وغير المستوعب باعتبار الفعل غسل ومسح وباعتبار المحل محدود وغير محدود وإنّ آلتيهما مائع وجامد وموجبهما حدث أصغر أو أكبر، وإنّ المبيح للعدول إلى البدل مرض أو سفر، وإنّ الموعود عليه تطهير الذنوب وإتمام النعمة.
﴿واذكروا نعمة الله عليكم﴾ أي: في هدايته لكم إلى الإسلام بعد أن كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، وفي غير ذلك من جميع النعم ليذكركم المنعم ويرغبكم في شكره، لأنّ كثرة النعم توجب على المنعم عليه الاشتغال بخدمة المنعم والانقياد لأوامره ونواهيه وقال تعالى: ﴿نعمة الله﴾ ولم يقل نعم الله؛ لأنّ هذا الجنس لا يقدر عليه إلا الله لأنّ نعمة الحياة والصحة والعقل والهداية والصون من الآفات وإيصال الخيرات في الدنيا والآخرة لا يعلمه إلا الله تعالى وإن المراد التأمل في هذا النوع من حيث إنه ممتاز عن نعمة غيره.
(١٥/٢٢)
---