﴿فمن تاب﴾ أي: من السراق ﴿من بعد ظلمه﴾ أي: سرقته ﴿وأصلح﴾ أمره بالتخلص من التبعات والعزم على أن لا يعود إليها ﴿فإنّ الله يتوب عليه﴾ أي: يقبل توبته تفضلاً منه تعالى ﴿إنّ الله غفور رحيم﴾ فلا يعذبه في الآخرة، وأمّا القطع فلا يسقط عنه بالتوبة عند الأكثرين وإذا قطع السارق يجب عليه غرم ما سرق من المال عند أكثر أهل العلم، وقال سفيان الثوري وأصحاب الرأي: لا غرم عليه وبالاتفاق إن كان المسروق قائماً عنده يسترد وتقطع يده لأنّ القطع حق الله عز وجل والغرم حق العبد ولا يمنع أحدهما الآخر وقوله تعالى:
(١٥/٦٠)
---
﴿ألم تعلم﴾ الاستفهام للتقرير والخطاب مع النبيّ ﷺ وقيل: معناه ألم تعلم أيها الإنسان فيكون خطاباً لكل أحد من الناس ﴿أنّ الله له ملك السموات والأرض﴾ أي: أنّ الملك خالص له عن جميع الشوائب ﴿يعذب من يشاء﴾ تعذيبه ﴿ويغفر لمن يشاء﴾ المغفرة له ﴿وا على كلّ شيء قدير﴾ أي: ومنه التعذيب والمغفرة فليس هو كغيره من الملوك الذين قد يعجز أحدهم عن تقريب ابنه وتبعيد أعدا عدوّه.