(١٥/٦٨)
---
جاحداً له فقد كفر ومن أقرّ به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق فحمل الآيات على هذا وهو ظاهر، وقال الضحاك وقتادة: نزلت هذه الآيات الثلاث في اليهود دون من أساء من هذه الأمة وقيل: أولئك هم الكافرون في المسلمين لاتصالها بخطابهم والظالمون في اليهود والفاسقون في النصارى.
﴿وكتبنا﴾ أي: فرضنا ﴿عليهم﴾ أي: اليهود ﴿فيها﴾ أي: التوراة ﴿أن النفس﴾ تقتل ﴿بالنفس﴾ إذا قتلتها ﴿والعين﴾ تفقأ ﴿بالعين﴾ أي: بعين من فقأها ﴿والأنف﴾ تجدع ﴿بالأنف﴾ أي: بأنف من جدعه ﴿والأذن﴾ تقطع ﴿بالأذن﴾ أي: بأذن من قطعها ﴿والسنّ﴾ تقلع ﴿بالسنّ﴾ أي: بسنّ من قلعها ﴿والجروح قصاص﴾ أي: يقتص فيها إذا أمكن كاليد والرجل والذكر ونحو ذلك وما لا يمكن فيه القصاص فيه الحكومة وهذا الحكم وإن كتب عليهم فهو مفروض في شرعنا.
وقرأ الكسائي هذه الألفاظ الخمسة وهي: العين بالعين إلى آخرها بالرفع على أنها جمل معطوفة على «أنّ» وما في حيزها باعتبار المعنى، وكأنه قيل: كتبنا عليهم النفس بالنفس والعين بالعين فإنّ الكتابة والقراءة يقعان على الجمل كالقول أو مستأنفة ووافق الكسائي ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في الجروح فقط والباقون بالنصب في الجميع وسكن نافع الذال من الأذن وقرأ الباقون برفعها.
(١٥/٦٩)
---


الصفحة التالية
Icon