﴿كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله﴾ أي: كلما أرادوا محاربة أحد غلبوا وقهروا لم يقم لهم نصر من الله تعالى على أحد وقد أتاهم الإسلام وهم في ملك المجوس، وقيل: خالفوا حكم التوراة فبعث الله عليهم بختنصر ثم أفسدوا فسلط الله عليهم فطرس بالفاء الرومي ثم أفسدوا فسلط الله عليهم المجوس ثم أفسدوا فسلط الله عليهم المسلمين وقيل: كلما حاربوا رسول الله ﷺ نصر عليهم، وعن قتادة: لا تلقى اليهود ببلدة إلا وجدتهم من أذلّ الناس ﴿ويسعون في الأرض فساداً﴾ أي: ويجتهدون في الكيد للإسلام ومحو ذكر رسول الله ﷺ من كتبهم وإثارة الحرب والفتن وهتك المحارم ﴿وا لا يحبّ المفسدين﴾ أي: فلا يجازيهم إلا شراً.b
(١٥/٨٩)
---
﴿ولو أنّ أهل الكتاب آمنوا﴾ أي: بمحمد ﷺ وبما جاء به ﴿واتقوا﴾ أي: الكفر ﴿لكفّرنا عنهم سيآتهم﴾ أي: التي فعلوها ولم نؤاخذهم بها ﴿ولأدخلناهم جنات النعيم﴾ مع المسلمين، وفي هذا إعلام بعظم معاصي اليهود والنصارى وكثرة سيآتهم ودلالة على سعة رحمة الله تعالى وفتحه باب التوبة على كل عاص وإن عظمت معاصيه وبلغت مبالغ سيآت اليهود والنصارى وإنّ الإسلام يجبّ ما قبله وإن جلّ، وإن الكتابي لا يدخل الجنة ما لم يسلم.