﴿وكيف أخاف ما أشركتم﴾ به أي: الأصنام وهي لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع ﴿ولا تخافون﴾ أنتم ﴿أنكم أشركتم با﴾ وهو تعالى حقيق بأن يخاف منه كل الخوف لأنه إشراك للمصنوع مع الصانع وتسوية بين المقدور العاجز والقادر الضارّ النافع ﴿ما لم ينزل به﴾ أي: بعبادته ﴿عليكم سلطاناً﴾ أي: حجة وبرهاناً وهو القادر على كلّ شيء ﴿فأيّ الفريقين﴾ أي: حزب الله وحزب ما أشركتم ولم يقل فأينا تعميمها للمغنيّ ﴿أحق بالأمن﴾ أهم الموحدون أو المشركون ﴿إن كنتم تعلمون﴾ من الأحق أي: إن كان لكم علم فأخبروني عما سألتكم عنه والأحق بذلك هم الموحدون فاتبعوهم قال تعالى قاضياً بينهما:
(١٥/٢١١)
---
﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم﴾ أي: لم يخلطوا إيمانهم بشرك.
روي أنه لما نزلت هذه الآية شق ذلك على المسلمين فقالوا: «يا رسول الله فأينا لم يظلم نفسه فقال: «ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه: ﴿يا بني لا تشرك با إنّ الشرك لظلم عظيم﴾ (لقمان، ١٣)
» ﴿أولئك﴾ أي: الموصوفون بما ذكر ﴿لهم الأمن﴾ أي: من العذاب المؤبد ﴿وهم مهتدون﴾ وقوله تعالى:
(١٥/٢١٢)
---
﴿وتلك﴾ مبتدأ ويبدل منه ﴿حجتنا﴾ وهي ما احتج به إبراهيم على قومه من قوله تعالى: ﴿فلما جنّ عليه الليل﴾ إلى قوله: ﴿وهم مهتدون﴾ أو من قوله تعالى: ﴿أتحاجوني﴾ إليه والخبر ﴿آتيناها إبراهيم﴾ أي: أرشدناه لها حجة ﴿على قومه﴾ ثم إنه سبحانه وتعالى لما تفضل على خليله ﷺ برفعه على قومه قال تعالى: ﴿نرفع درجات من نشاء﴾ في العلم والحكمة، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بتنوين التاء، والباقون بغير تنوين ﴿إنّ ربك حكيم﴾ في صنعه فيرفع من يشاء ويخفض من يشاء ﴿عليم﴾ بخلقه فهو الفعال لما يريد.