"""" صفحة رقم ١٧٧ """"
عباس أنه قال : إنما سمي الإنسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسي. وذهب إلى
هذا قوم من المفسرين من أهل اللغة واحتجوا في ذلك بتصغير إنسان
وذلك : أن العرب تصغره على " أنيسيان " : بزيادة ياء، كأن مكبره
" إنسيان " إفعلان. من النسيان، ثم تحذف الياء من مكبره استخفافا
لكثرة ما يجري على اللسان، فإذا صغر رجعت الياء ورد ذلك إلى
أصله، لأنه لا يكثر مصغرا كما يكثر مكبرا. والبصريون ( ٢٧ / أ )
يجعلونه " فعلان " على التفسير الأول. وقالوا : زيدت الياء في تصغيره،
كما زيدت في تصغير ليلة فقالوا : لييلة، ( كذا لفظ به العرب
بزيادة ).
وذكر بعض المفسرين أن الإنسان في القرآن على خمسة وعشرين
وجها :-
أحدها : آدم [ عليه السلام ]. ومنه قوله تعالى في المؤمنين :
) ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (، وفي سورة الرحمن :
) خلق الإنسان من صلصال كالفخار (، ومثله :( هل أتى على الإنسان حين من الدهر (.
والثاني : أولاد آدم. ومنه قوله تعالى في ق :( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه (، وفي هل أتى :( إنا خلقنا الإنسان من نطفة (، وفي النازعات :( يوم يتذكر الإنسان ما سعى (، وفي


الصفحة التالية
Icon