"""" صفحة رقم ٤٠٩ """"
والثامن : النسيان. ومنه قوله تعالى في البقرة :( أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى (.
والتاسع : الجهل. ومنه قوله تعالى في الشعراء :( قال فعلتها إذا وأنا من الضالين (.
وقد ألحق ابن قتيبة هذه الآية بقسم النسيان.
والعاشر : الضلال الذي هو ضد الهدى. ومنه قوله تعالى في
البقرة :( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا (، وفي الضحى :( ووجدك ضالا فهدى (. وقد
جعل قوم هذه الآية من الضلال الذي هو ضد الهدى منهم، ابن
قتيبة. وحكي عن ثعلب أنه سئل عن هذه الآية فذكر عن
الفراء والكسائي : أن معناها : ووجدك في قوم ضلال فهداك.
فقال السائل : ليس هذا بمقنع عندي. فقال ثعلب : عندي غير هذا،
وهو الصواب عندي. قال : ما هو. قال : كنت أدرس منذ مدة فقرأت
في آية الدين :( أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى (. فوقفت
هاهنا فعلمت أن معنى قوله :( ووجدك ضالا فهدى ( أنه كان نساء
فهداه إلى الذكر.