باب ذكر الآيات اللواتي أدعي عليهن النسخ في سورة آل عمران


ذكر الآية الأولى قوله تعالى وإن تولوا فإنما عليك البلاغ قد ذهب بعض المفسرين إلى أن هذا الكلام اقتضى الاقتصار على التبليغ دون القتال ثم نسخ بآية السيف وقال بعضهم لما كان ﷺ حريصا على إيمانهم مزعجا نفسه في الاجتهاد في ذلك سكن جأشه بقوله إنما أنت نذير وإنما عليك البلاغ والمعنى لا تقدر على سوق قلوبهم إلى الصلاح فعلى هذا لا نسخ ذكر الآية الثانية قوله تعالى إلا أن تتقوا منهم تقاة قد نسب قوم إلى أن المراد بالآية اتقاء المشركين أن يوقعوا فتنة أو ما يوجب القتل والفرقة ثم نسخ ذلك بآية السيف وليس
هذا بشئ وإنما المراد من الآية جواز اتقائهم إذا أكرهوا المؤمن على الكفر بالقول الذي لا يعتقده وهذا الحكم باق غير منسوخ وهو المراد بقوله تعالى إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان أخبرنا عبد الوهاب الحافظ قال أبنا بن خيرون وأبو طاهر الباقلاوي قالا أبنا ابن شاذان قال أبنا أحمد بن كامل قال حدثني محمد بن سعد العوفي قال حدثني أبي


الصفحة التالية
Icon