(وقد أوردنا في كتابنا هذا كثيرا من حوادثه وتراجمه، ولم يزل يؤرخ أخبار العالم حتى صار هو تاريخا).
مازلت تدأب في التاريخ مجتهدا حتى رأيتك في التاريخ مكتوبا ٦ - قال الحافظ الذهبي: (ما علمت أ ن أحدا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل).
وقال ابن تيمية (ذيل الروضتين لابن رجب).
(عددت له أكثر من الف مصنف ورأيت بعد ذلك ما لم أره).
٧ - وكما شارك ابن الجوزى في علوم عصره وبرز بها، فقد كانت له المنزلة التى لا تدانى في الوعظ، فاشتهر بمجالس وعظه التى كان يحضرها أهل الحكم ويقصدها الناس من كل حدب وصوب يجتمعون لها بأعداد كبيرة وبز حام قل نظيره (١).
وقد كان له اتصال بالخليفة العباسي الرابع والعشرين (المستضئ) (حكم ٥٦٦ - ٥٧٥) فألف له كتاب (المصباح المضئ في دولة المستضئ)، كما أذن له الخليفة أن يجلس للوعظ في باب بدر في قصره الذى كان يفتح للعامة ليسمعوا ابن الجوزى.
٨ - وقد وصف الرحالة الاندلسي ابن جبير مجلسا من مجالس وعظه عام ٥٨٠ ه بعد أن ذكر له مجلسا حضره أولا: (ثم شاهدنا مجلسا ثانيا له بكرة الخميس بباب بدر في ساحة قصر الخليفة (٢) ومناظره مشرفة عليه، وهذا الموضع من حرم الخليفة قد خص ابن الجوزى بالوصول إليه والتكلم فيه ليسمعه من تلك المناظر الخليفة نفسه ووالدته ومن حضر من الحرم ثم يفتح الباب للعامة فيدخلون الى ذلك الموضع وقد بسط بالحصر، وجلوس ابن الجوزى بهذا الموضع كل يوم خميس).

١ - بعض الروايات تبالغ في عدد من كان يحضر مجالسه.
٢ - الخليفة وقتها كان الناصر ٥٧٥ - ٦٢٢.
(*)


الصفحة التالية
Icon