القراءة بها، وقال: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، فاقرءوا بما شئتم"؟ أو هي بعضها؟ أو هي واحدة؟.
فالجواب عن ذلك:
إن هذه القراءات كلها التي يقرأ بها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة، إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف، مصحف عثمان١ الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه، واطرح ما سواه مما يخالف خطه٢، فقرئ بذلك لموافقة الخط لا يخرج شيء٣ منها عن خط المصاحب التي نسخها عثمان "رضي الله عنه"، وبعث بها إلى الأمصار٤، وجمع المسلمين عليها، ومنع من القراءة بما خالف خطها، وساعده على ذلك زهاء٥ اثنى عشر ألفا من الصحابة والتابعين، واتبعه على ذلك جماعة من المسلمين بعده. وصارت القراءة عند جميع العلماء بما يخالفه بدعة وخطأ، وإن صحت ورويت.

١ هو، عثمان بن عفان رابع الخلفاء الراشدين.
٢ يريد خط المصحف.
٣ في الهامش: شيئًا.
٤ مكة، والمدينة، والبصرة، والكوفة، والشام.
٥ زهاء اثنى عشر ألفا. قدر اثنى عشر ألفا.


الصفحة التالية
Icon