ولا علم بما أباح من ذلك، أنكر كل قوم على آخرين قراءتهم، واشتد الخصام بينهم. وقال كل فريق: قراءتنا أولى من قراءتكم. فراع ذلك حذيفة وأفزعه، فقد على عثمان "رضي الله عنه" فقال:
يا أمير المؤمنين: أدرك هذه الأمة قبل أن تختلف في كتاب الله كاختلاف اليهود والنصارى، فأحضر عثمان الصحيفة التي كانت عند حفصة، ودعا زيد بن ثابت الأنصاري١، وعبد الله بن الزبير٢، وسعيد بن العاص٣، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام٤. وأمرهم بنسخ المصحف.

١ سبقت ترجمته.
٢ هو، عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو بكر القرشي الأسدي الصحابي ابن الصحابي "رضي الله عنهما"، وردت الرواية عنه في حروف القرآن هاجرت أمه، وهو حمل في بطنها فكان أول مولود ولد بالمدينة من المهاجرين، ولد في السنة الثانية ونقل في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين "طبقات القراء: ١-٤١٩".
٣ سعيد بن العاص بن أمية ولد عام الهجرة، وكان أحد أشراف قريش ممن جمع الشجاعة والفصاحة، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان "رضي الله عنه"، استعمله عثمان على الكوفة توفي في خلافة معاوية سنة تسع وخمسين "الاستيعاب القسم الثاني ص٦٢٤".
٤ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي، المخزومي، كان ابن عشر سنين حين قبض رسول الله "صلى الله عليه وسلم".


الصفحة التالية
Icon