قال أنس بن مالك١:
أرسل عثمان إلى كل جند من أجناد المسلمين مصحفا، وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف الذي أرسل به إليهم.
قال الطبري، عند ذكره للمصحف:
فاستوسقت٢ له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أنفيما فعل من ذلك الرشد والهداية، وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركه، طاعة منها له، ونظرا منها لأنفسها، ولمن بعدها من سائر أهل ملتها، حتى درست الأمة معرفتها. وتعفت آثارها، فلا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها، وعفو آثارها، وتتابع المسلمين إلى رفض القراءة بها من غير جحود منهم صحتها، وصحة شيء منها. ولكن نظرا منها لأنفسها، ولسائر أهل دينها.
فلا قراءة اليوم للمسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره

١ هو أنس مالك بن النضير الأنصاري، أبو حمزة صاحب رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وخادمه، روى القراءة عنه سماعا: وقرأ عليه قتادة ومحمد بن مسلم الزهري توفي سنة ٩١ "طبقات القراء: ١-١٧٢".
٢ استوسقت له الأمة: اجتمعت له بالطاعة.


الصفحة التالية
Icon