وقرأ قوم: "يقص الحق١" بالصاد على ما كانوا عليه، وقرأ قوم: "يقض الحق" بالضاد على ما كانوا عليه٢.
وكذلك ما أشبه هذا. لم يخرج أحد في قراءته عن صورة خط المصحف.
فهذا سبب جمع المصحف، وسبب الاختلاف الواقع في خط المصحف.
قال زيد بن ثابت: القراءة سنة.
قال إسماعيل القاضي:
أحسبه يعني هذه القراءة التي جمعت في المصحف.
وذكر عن محمد بن سيرين٣، أنه قال:

١ سورة الأنعام آية ٥٧.
٢ قرأ "يقص الحق"، نافع وابن كثير وعاصم وأبو جعفر، من قص الحديث أو الأثر تتبعه، وقرأ الباقون بقاف ساكنة وضاد معجمة مكسورة من القضاء، ولم ترسم إلا بضاد كأن الياء حذفت كما في "تغن النذر" "اتحاف فضلاء البشر: ٢٠٩".
٣ محمد بن سيرين أبو بكر بن أبي عمرة البصري، مولى أنس بن مالك "رضي الله عنه"، إمام البصر مع الحسن، وردت عنه الرواية في حروف القرآن، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وروى عن مولاه، وعن زيد بن ثابت وعمران بن الحصين، وعائشة وأبي هريرة وغيرهم، وكان يكره أن يقرأ الرجل القرآن إلا كما أنزل، فكره أن يقرأ ثم يتكلم ثم يقرأ، مات سنة عشر ومائة "طبقات القراء: ٢-١٥١".


الصفحة التالية
Icon