وءاتوهم من مال الله الذي آتاكم : ففي الآية الأمر للمالكين بإعانة المكاتبين على مال الكتابة إما بأن يعطوهم شيء من المال أو بأن يحطوا عنهم مما كوتبوا عليه وقد يكون الخطاب لجميع الناس في قوله " وأتوهم "
ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء : المراد بالفتيات هنا الإماء وإن كان الفتى أو الفتاه قد يطلقان على الأحرار في مواضع اخر.
والبغاء : الزنا وهو مختص بزنا النساء.
- إن أردن تحصناً : في ذلك زيادة تقبيح للإكراه على هذا الفعل حيث كانت النساء مطلقاً يتعففن عنه فكيف إذا لجئنا إليه. ؟!!
أما الشرط في الآية ففيه أقوال :
١- أن في الآية تقديم وتأخير : أي أنكحوا الأيامى والصالحين من عبادكم وإمائكم إن أردن تحصنا.
٢- أن الشرط ملغي.
٣- أن الشرط باعتبار ما كانوا عليه.
٤- أن الشرط خرج مخرج الغالب فإن الغالب كان إكراههن مع إرادة التحصين (( وهذا أقوى الوجوه ))
ثم علل النهي بقوله :(( لتبتغوا عرض الحياة الدنيا )) فإن هذا العرض هو الذي كان يحملهم على إكراه الإماء على البغاء وهو أيضاً خرج مخرج الغالب.
ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم :
وهذا مقرر لما قبله ومؤكد له والمعنى ان عقوبة الإكراه راجعة إلي المكرهين لا إلى المكرهات.
من بعد إكراههن : يعني بعد التوبة يتوب الله على المكرهين والمكرهات.
(( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلاً من الذين خلو من قبلكم وموعظة للمتقين ))
شرع سبحانه في وصف القرآن بصفات ثلاث : الأولى أنه آيات بينات أي واضحات في نفوسهن أو موضحات والصفة الثانية كونه مثلاً كائناً من جهة أمثال الذين مضوا من القصص العجيبة والأمثال المضروبة لهم في الكتب السابقة، والصفة الثالثة كونه موعظة ينتفع بها المتقون خاصة فيقتضون منه من الأوامر وينزجرون عما فيه من النواهي.
وأما غير المتقين فإن الله ختم على قلوبهم وجعل على أبصارهم غشاوة عن سماع المواعظ والاعتبار عن قصص السابقين.
((


الصفحة التالية
Icon