" ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب " : أي وجد الله بالمرصاد فوفاه حسابه : أي جزاء عمله وذلك يوم القيامة.
وفي الصحيحين أنه يقال يوم القيامة لليهود ما كنتم تعبدون ؟
فيقولون كنا نعبد عزير ابن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من ولد ماذا تبغون ؟
فيقولون يا رب عطشنا فاسقنا فيقال ألا تردون ؟
فتمثل لهم النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضاً فينطلقون فيتهافتون فيها.
((أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض.... ))
أو كظلمات : معطوف على كسراب فاعمالهم كالسراب أو كالظلمات وقال ابن كثير : هذا مثال ضربه لذوي الجهل المركب " كسراب "
أما الجهل البسيط وهم الطماطم الأغشام المقلدون لأئمة الكفر " كظلمات "
في بحر لجي : اللجة معظم الماء والجمع لجج وهو الذي لا يدرك لعمقه.
يغشاه موج : يعلو هذا البحر موج فيستره ويغطيه بالكلية.
من فوقه موج : أي من فوقه ذلك الموج ثم وصف الموج الثاني فقال : من فوقه سحابه : أي من فوق الموج الثاني سحاب، فيجتمع حينئذ عليهم خوف البحر وأمواجه والسحاب المرتفعة فوقه.
وقيل أن المعنى : يغشاه موج من بعده موج، والبحر أخوف ما يكون إذا توالت أمواجه، فإذا انضم إلى ذلك وجود السحاب من فوقه زاد الخوف شدة، لأنها تستر النجوم التي يهتدي بها من في البحر، ثم إذا أمطرت تلك السحب وهبت الريح المعتادة في الغالب عند نزول المطر تكاثفت الهموم وترادفت الغموم.
ظلمات بعضها فوق بعض : أي ظلمات متكاثفة مترادفة.
قراءات /
" سحاب ظلمات " باضافة سحاب إلى ظلمات (( قراءة البزى وابن محيصن))
وقرأ الباقون بالقطع والتنوين. ( سحابٌ ظلماتٍ ) قنبل
إذا أخرج يده لم يكد يراها : وذلك من شدة الظلام فإذا اخرج الحاضر يده لم يرها.
ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور :
أية من لم يجعل الله له هداية فما له من هداية.
((