وقيل المراد بذلك تغيير النهار بظلمة السحاب مرة وبضوء الشمس أخرى وتغيير الليل بظلمة السحاب تارة وبضوء القمر أخرى.
إن في ذلك : إشارة إلي ما تقدم.
لعبرة : دلالة واضحة يكون بها الاعتبار.
لأولى الأبصار : كل من له بصر يبصر به.
(( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ))
الدابة : كل ما دب على الأرض من الحيوان.
من ماء : من نطفة، وهي المني كذا قال الجمهور وقال جماعة المراد الماء المعروف، وقيل في الآية تنزيل الغالب منزلة الكل على القول الأول لأن في الحيوانات ما يتولد لا من نطفة ويخرج من هذا العموم الملائكة فإنهم خلقوا من نور.
فمنهم من يمشي على بطنه : كالحيات والحوت والدود.
ومنهم من يمشي على رجلين : كالإنسان والطير.
ومنهم من يمشي على أربع : كسائر الحيوانات.
- لماذا لم يتعرض القرآن لذكر ما يمشي على أكثر من أربع ؟
قيل لأنه نادر قليل والقرآن ذكر الغالب.
وقيل لأن المشي على أربع فقط وأن كانت القوائم كثيرة
وقيل لعدم الاعتداد بما يمشي على اكثر من أربع ( ولا وجه لهذا )
وقيل ليس في القرآن ما يدل على عدم المشي على أكثر من أربع لأنه لم ينف ذلك ولا جاء بما يقتضي الحصر.
وفي مصحف أبي ( ومنهم من يمشي على أكثر ) ليشمل العناكب والسرطان وغيرها.
يخلق الله ما يشاء : أي مما ذكر ومما لم يذكر من الجمادات.
إن الله على كل شئٍ قدير : لا يعجزه شئ بل الكل من مخلوقاته داخل تحت قدرته.
(( لقد أنزلنا آيات بينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ))
آيات بينات : أي القرآن فقد اشتمل على بيان كل شئ "وما فرطنا في الكتاب من شئ".
والله يهدي من يشاء : بتوفيقه للنظر الصحيح وإرشاده إلى التأمل الصادق.
إلى صراط مستقيم : طريق مستو لا عوج فيه فيتوصل بذلك إلى الخير التام ونعيم الجنة.
((