لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب أليم ))
لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا : أي قولوا يا رسول الله في رفق ولين ولا تقولوا يا محمد بتجهم فمقامه شريف عظيم وقيل المعنى لا تتعرضوا لدعاء الرسول عليكم فإن دعوته موجبة.
قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا : التسلل الخروج في خفية واللواذ من الملاوذة وهو أن تستتر بشيء مخافة من يراك وقيل معناه الزوغان وقد انتصبت لواذا على الحال وقيل على المصدرية.
وهذه الآية تتحدث على المنافقين الذين كانوا يتسللون على صلاة الجمعة وقيل يفرون من الجهاد.
فليحذر الذين يخالفون عن أمره : أي بترك العمل بمقتضاه وقد تعدى الفعل بعن مع كونه متعدياً بنفسه ليتضمن معنى الإعراض والصبر، والهاء في قوله تعالى عن أمره عائدة على الله تعالى أو على رسوله أو أمرهما جميعاً.
أن تصيبهم فتنه : جاءت الفتنه هنا غير مقيدة بنوع من أنواع الفتن وقيل هي القتل وقيل الزلازل وقيل تسلط سلطان جائر عليهم.
(( ألا إن لله ما في السموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم ))
ألا إن لله ما في السموات والأرض : يعني من المخلوقات بأسرها فهي ملكه.
قد يعلم ما أنتم عليه : أيها العباد من الأحوال التي أنتم عليها فيجازيكم بحسب ذلك.
ويوم يرجعون إليه : معطوف على ما أنتم عليه وقد تعلق علمه سبحانه بيوم يرجعون لا بنفس رجعتهم لزيادة تحقيق علمه.
فينبئهم بما عملوا : أي يخبرهم بجميع أعمالهم التي من جملتها مخالفة الأمر.
والله بكل شيء عليم : لا يخفى عليه شيء من أعمالهم.
تم بحمد الله تفسير سورة النور


Icon