وَقَالَ الأَعْشَى فِي مِثْلِ ذَلِكَ :.

بَانَتْ وَقَدْ أَسْأَرَتْ فِي النَّفْسِ حَاجَتَهَا بَعْدَ ائْتِلاَفٍ وَخَيْرُ الْودِّ مَا نَفَعَا
وَأَمَّا الآيَةُ مِنْ اى الْقُرْآنِ، فَإِنَّهَا تَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ تَكُونَ سُمِّيَتْ آيَةً، لِأَنَّهَا عَلاَمَةٌ يُعْرَفُ بِهَا تَمَامُ مَا قَبْلَهَا وَابْتِدَاؤُهَا، كَالآيَةِ الَّتِي تَكُونُ دَلاَلَةً عَلَى الشَّيْءِ، يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَيْهِ، كَقَوْلِ الشَّاعِرِ :.
أَلِكْنِي إِلَيْهَا عَمْرَكَ اللَّهُ يَا فَتَى بِآيَةِ مَا جَاءَتْ إِلَيْنَا تَهَادِيَا
يَعْنِي : بِعَلاَمَةِ ذَلِكَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ، جَلَّ ذِكْرُهُ :﴿رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ﴾ يعنى بذلك عَلاَمَةً مِنْكَ، لِإِجَابَتِكَ دُعَاءَنَا، وَإِعْطَائِكَ إِيَّانَا سُؤْلَنَا.
وَالآخَرُ مِنْهُمَا : الْقِصَّةُ، كَمَا قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى :.
أَلاَ بَلِّغَا هَذَا الْمُعَرِّضَ آيَةً أَيَقْظَانَ قَالَ الْقَوْلَ إِذْ قَالَ أَمْ حَلَمْ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ آيَةً : رِسَالَةً مِنِّي وَخَبَرًا عَنِّي، فَيَكُونُ مَعْنَى الآيَاتِ : الْقَصَصُ، قِصَّةٌ تَتْلُو قِصَّةً بِفُصُولٍ وَوُصُولٍ.


الصفحة التالية
Icon