ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٤٤٤١- حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ﴾ وَلَمْ يَقُلْ : مِنْ فَوْقِهِمْ، لِأَنَّ الرَّحْمَةَ تَنْزِلُ مِنْ فَوْقِهِمْ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾، فَإِنَّهُ يَقُولُ : وَلاَ تَجِدُ رَبِّ أَكْثَرَ بَنِي آدَمَ شَاكِرِينَ لَكَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ كَتَكْرِمَتِكَ أَبَاهُمْ آدَمَ بِمَا أَكْرَمْتَهُ بِهِ، مِنْ إِسْجَادِكَ لَهُ مَلاَئِكَتَكَ، وَتَفْضِيلَكَ إِيَّاهُ عَلَيَّ، وَشُكْرُهُمْ إِيَّاهُ طَاعَتُهُمْ لَهُ بِالإِقْرَارِ بِتَوْحِيدِهِ، وَاتِّبَاعِ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ.
وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ فِي ذَلِكَ بِمَا :
١٤٤٤٢- حَدَّثَنِي بِهِ الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ :﴿وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ يَقُولُ : مُوَحِّدِينَ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾.
وَهَذَا خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ، عَنْ إِحْلاَلِهِ بِالْخَبِيثِ عَدُوِّ اللَّهِ مَا أَحَلَّ بِهِ مِنْ نِقْمَتِهِ وَلَعْنَتِهِ، وَطَرْدِهِ إِيَّاهُ عَنْ جَنَّتِهِ، إِذْ عَصَاهُ وَخَالَفَ أَمْرَهُ، وَرَاجَعَهُ مِنَ الْجَوَابِ بِمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مُرَاجَعَتُهُ بِهِ، يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ :﴿اخْرُجْ مِنْهَا﴾ أَيْ مِنَ الْجَنَّةِ ﴿مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾ يَقُولُ : مَعِيبًا.