١٤٤٥٤- وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَا حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَمَّادٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى الأَعْمَى، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ :(إِلاَّ أَنْ تَكُونَا، مَلِكَيْنِ) بِكَسْرِ اللاَّمِ.
١٤٤٥٥- وَعَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ مَا حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ سَلاَّمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّهُ قَرَأَهَا :(مَلِكَيْنِ) بِكَسْرِ اللاَّمِ.
وَكَأَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَيَحْيَى وَجَّهَا تَأْوِيلَ الْكَلاَمِ إِلَى أَنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ لَهُمَا :(مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلِكَيْنِ) مِنَ الْمُلُوكِ، وَأَنَّهُمَا تَأَوَّلاَ فِي ذَلِكَ قَوْلَ اللَّهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ :﴿قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى﴾.
وَالْقِرَاءَةُ الَّتِي لاَ أَسْتَجِيزُ الْقِرَاءَةَ فِي ذَلِكَ بِغَيْرِهَا، الْقِرَاءَةُ الَّتِي عَلَيْهَا قُرَّاءُ الأَمْصَارِ، وَهِيَ فَتْحُ اللاَّمِ مِنْ (مَلَكَيْنِ)، بِمَعْنَى : مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، لِمَا قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ بَيَانِنَا فِي أَنَّ كُلَّ مَا كَانَ مُسْتَفِيضًا فِي قِرَاءَةِ الإِسْلاَمِ مِنَ الْقِرَاءَةِ، فَهُوَ الصَّوَابُ الَّذِي لاَ يَجُوزُ خِلاَفُهُ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾.
يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ :﴿وَقَاسَمَهُمَا﴾ : وَحَلَفَ لَهُمَا، كَمَا قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ :﴿تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ﴾ بِمَعْنَى : تَحَالَفُوا بِاللَّهِ، وَكَمَا قَالَ خَالِدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَمُّ أَبِي ذُؤَيْبٍ :
وَقَاسَمَهَا بِاللَّهِ جَهْدًا لأَنْتُمُ | أَلَذُّ مِنَ السَّلْوَى إِذَا مَا نَشُورُهَا |