يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ يَا مُحَمَّدُ لَهُمْ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ، يَقُولُ : لاَ يَأْمُرُ خَلْقَهُ بِقَبَائِحِ الأَفْعَالِ وَمَسَاوِيهَا، أَتَقُولُونَ أَيُّهَا النَّاسُ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ، يَقُولُ : أَتَرْوُونَ عَلَى اللَّهِ أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِالتَّعَرِّي وَالتَّجَرُّدِ مِنَ الثِّيَابِ وَاللِّبَاسِ لِلطَّوَافِ، وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ :﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُمْ بِالْفَحْشَاءِ كَذِبًا عَلَى اللَّهِ : مَا أَمَرَ رَبِّي بِمَا تَقُولُونَ، بَلْ ﴿أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾ يَعْنِي : بِالْعَدْلِ.
١٤٥٣٠- كَمَا حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ :﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾ : بِالْعَدْلِ.
١٤٥٣١- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ :﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾ وَالْقُسْطُ : الْعَدْلُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، فَإِنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ اخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَاهُ : وَجِّهُوا وُجُوهَكُمْ حَيْثُ كُنْتُمْ فِي الصَّلاَةِ إِلَى الْكَعْبَةِ.