١٤٣٦٤- حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ :﴿صَلاَتِي وَنُسُكِي﴾ قَالَ : الصَّلاَةُ : الصَّلاَةُ، وَالنُّسُكُ : الذَّبْحُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ :
١٤٣٦٥- فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ قَالَ : أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿قُلْ أَغْيَرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلاَءِ الْعَادِلِينَ بِرَبِّهِمُ الأَوْثَانَ، الدَّاعِيكَ إِلَى عِبَادَةِ الأَصْنَامِ وَاتِّبَاعِ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ :﴿أَغْيَرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا﴾ يَقُولُ : أَسِوَى اللَّهِ أَطْلُبُ سَيِّدًا يَسُودُنِي. ﴿وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ﴾ يَقُولُ : وَهُوَ سَيِّدُ كُلِّ شَيْءٍ دُونَهُ، وَمُدَبِّرُهُ وَمُصْلِحُهُ. ﴿وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا﴾ يَقُولُ : وَلاَ تَجْتَرِحُ نَفْسٌ إِثْمًا إِلاَّ عَلَيْهَا، أَيْ لاَ يُؤْخَذُ بِمَا أَتَتْ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَرَكِبَتْ مِنَ الْخَطِيئَةِ سِوَاهَا، بَلْ كُلُّ ذِي إِثْمٍ فَهُوَ الْمُعَاقَبُ بِإِثْمِهِ وَالْمَأْخُوذُ بِذَنْبِهِ. ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ يَقُولُ : وَلاَ تَأْثَمُ نَفْسٌ آثِمَةٌ بِإِثْمِ نَفْسٍ أُخْرَى غَيْرَهَا، وَلَكِنَّهَا تَأْثَمُ بِإِثْمِهَا وَعَلَيْهِ تُعَاقَبُ دُونَ إِثْمِ أُخْرَى غَيْرَهَا.
وَإِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ هَذَا الْقَوْلَ لَهُمْ، يَقُولُ : قُلْ لَهُمْ : إِنَّا لَسْنَا مَأْخُوذِينَ بِآثَامِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ عُقُوبَةُ إِجْرَامِكُمْ، وَلَنَا جَزَاءُ أَعْمَالِنَا. وَهَذَا كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ :﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينٌ﴾.


الصفحة التالية
Icon