١٤٣٩٦- كَالَّذِي حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ :﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ قَالَ : حَسَنَاتُهُ.
وَقِيلَ :﴿فَأُولَئِكَ﴾ وَ﴿مَنْ﴾ فِي لَفْظِ الْوَاحِدِ، لِأَنَّ مَعْنَاهُ الْجَمْعُ، وَلَوْ جَاءَ مُوَحَّدًا كَانَ صَوَابًا فَصِيحًا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَلَقَدْ وَطَّأْنَا لَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ فِي الأَرْضِ، وَجَعَلْنَاهَا لَكُمْ قَرَارًا تَسْتَقِرُّونَ فِيهَا، وَمَهَادًا تَمْتَهِدُونَهَا، وَفِرَاشًا تَفْتَرِشُونَهَا. ﴿وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايشَ﴾ تَعِيشُونَ بِهَا أَيَّامَ حَيَاتِكُمْ، مِنْ مَطَاعِمَ وَمَشَارِبَ، نِعْمَةً مِنِّي عَلَيْكُمْ وَإِحْسَانًا مِنِّي إِلَيْكُمْ. ﴿قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ﴾ يَقُولُ : وَأَنْتُمْ قَلِيلٌ شُكْرُكُمْ عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمْتُهَا عَلَيْكُمْ لِعِبَادَتِكُمْ غَيْرِي، وَاتِّخَاذِكُمْ إِلَهًا سِوَايَ.
وَالْمَعَايِشُ : جَمْعُ مَعِيشَةٍ.
وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَتِهَا، فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الأَمْصَارِ :﴿مَعَايشَ﴾ بِغَيْرِ هَمْزٍ، وَقَرَأَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ :(مَعَائِشَ) بِالْهَمْزِ.


الصفحة التالية
Icon