١٤٤١٢- حَدَّثَنِي الْحَرْثُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا فِي قَوْلِهِ :﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ﴾ قَالَ : فِي ظَهْرِ آدَمَ لِمَا تَصِيرُونَ إِلَيْهِ مِنَ الثَّوَابِ فِي الآخِرَةِ.
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ، ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ فِيهَا.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٤٤١٣- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ قَالَ :﴿خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ﴾ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ الإِنْسَانَ فِي الرَّحِمِ، ثُمَّ صَوَّرَهُ فَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَأَصَابِعَهُ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَوْلَى الأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ : تَأْوِيلُهُ :﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ﴾ وَلَقَدْ خَلَقْنَا آدَمَ، ﴿ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ﴾ بِتَصْوِيرِنَا آدَمَ، كَمَا قَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى مِنْ خِطَابِ الْعَرَبِ الرَّجُلَ بِالأَفْعَالِ تُضِيفُهَا إِلَيْهِ، وَالْمَعْنِيُّ فِي ذَلِكَ سَلَفُهُ، وَكَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِمَنْ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْخِطَابِ الْمُوَجَّهِ إِلَى الْحَيِّ الْمَوْجُودِ وَالْمُرَادُ بِهِ السَّلَفُ الْمَعْدُومُ، فَكَذَلِكَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ :﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ﴾ مَعْنَاهُ : وَلَقَدْ خَلَقْنَا أَبَاكُمْ آدَمَ، ثُمَّ صَوَّرْنَاهُ.