فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَهَلْ أَحَدٌ مُنْظَرٌ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ سِوَى إِبْلِيسَ، فَيُقَالُ لَهُ إِنَّكَ مِنْهُمْ ؟
قِيلَ : نَعَمْ، مَنْ لَمْ يَقْبِضِ اللَّهُ رُوحَهُ مِنْ خَلْقِهِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ مِمَّنْ تَقُومُ عَلَيْهِ السَّاعَةُ، فَهُمْ مِنَ الْمُنْظَرِينَ بِآجَالِهِمْ إِلَيْهِ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِإِبْلِيسَ :﴿إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾ بِمَعْنَى : إِنَّكَ مِمَّنْ لاَ يُمِيتُهُ اللَّهُ إِلاَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾.
يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : قَالَ إِبْلِيسُ لِرَبِّهِ :﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ يَقُولُ : فَبِمَا أَضْلَلْتَنِي.
١٤٤٢١- كَمَا حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ :﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ يَقُولُ : أَضْلَلْتَنِي.
١٤٤٢٢- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ قَالَ : فَبِمَا أَضْلَلْتَنِي.
وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَتَأَوَّلُ قَوْلَهُ :﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ : بِمَا أَهْلَكْتَنِي، مِنْ قَوْلِهِمْ : غَوِيَ الْفَصِيلُ يَغْوَى غَوًى، وَذَلِكَ إِذَا فَقَدَ اللَّبَنَ فَمَاتَ، مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ :
مُعَطَّفَةُ الأَثْنَاءِ لَيْسَ فَصِيلُهَا | بِرَازِئِهَا دَرًّا وَلاَ مَيِّتٍ غَوًى@ |