١٤٤٢٧- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مِثْلَهُ.
١٤٤٢٨- حَدَّثَنِي الْحَرْثُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ :﴿لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ قَالَ : سَبِيلَ الْحَقِّ، فَلَأُضِلَّنَّهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ : مَعْنَاهُ : لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ عَلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ، كَمَا يُقَالُ : تَوَجَّهَ مَكَّةَ : أَيْ إِلَى مَكَّةَ، وَكَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :

كَأَنِّيَ إِذْ أَسْعَى لِأَظْفَرَ طَائِرًا مَعَ النَّجْمِ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ
بِمَعْنَى : لِأَظْفَرَ بِطَائِرٍ، فَأَلْقَى الْبَاءَ، وَكَمَا قَالَ :﴿أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ﴾ بِمَعْنَى : أَعَجِلْتُمْ عَنْ أَمْرِ رَبِّكُمْ.
وَقَالَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْكُوفَةِ : الْمَعْنَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ : لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ عَلَى طَرِيقِهِمْ، وَفِي طَرِيقِهِمْ، قَالَ : وَإِلْقَاءُ الصِّفَةِ مِنْ هَذَا جَائِزٌ، كَمَا تَقُولُ : قَعَدْتُ لَكَ وَجْهَ الطَّرِيقِ، وَعَلَى وَجْهِ الطَّرِيقِ، لِأَنَّ الطَّرِيقَ صِفَةٌ فِي الْمَعْنَى يَحْتَمِلُ مَا يَحْتَمِلُهُ الْيَوْمُ وَاللَّيْلَةُ وَالْعَامُ، إِذْ قِيلَ : آتِيكَ غَدًا، وَآتِيكَ فِي غَدٍ.
وَهَذَا الْقَوْلُ هُوَ أَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ، لِأَنَّ الْقُعُودَ مُقْتَضٍ مَكَانًا يَقْعُدُ فِيهِ، وَكَمَا يُقَالُ : قَعَدْتُ فِي مَكَانِكَ، يُقَالُ : قَعَدْتُ عَلَى صِرَاطِكَ، وَفِي صِرَاطِكَ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
لَدْنٍ بِهَزِّ الْكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ فِيهِ كَمَا عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ
وَلاَ تَكَادُ الْعَرَبُ تَقُولُ ذَلِكَ فِي أَسْمَاءِ الْبُلْدَانِ، وَلاَ يَكَادُونَ يَقُولُونَ : جَلَسْتُ مَكَّةَ وَقُمْتُ بَغْدَادَ.


الصفحة التالية
Icon