ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : يَا أُبَيُّ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعَوْتُكَ، أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ قَالَ أُبَيُّ : لاَ جَرَمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ تَدْعُونِي إِلاَّ أَجَبْتُ، وَإِنْ كُنْتُ أُصَلِّي.
مَا يُبَيِّنُ عِنْ أَنَّ الْمَعنيَّ بِالآيَةِ هُمُ الَّذِينَ يَدْعُوهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَا فِيهِ حَيَاتُهُمْ بِإِجَابَتِهِمْ إِلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ ؛ لِأَنَّ أُبَيًّا لاَ شَكَّ أَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ذَكَرْنَا فِي هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَاهُ : يَحُولُ بَيْنَ الْكَافِرِ وَالإِيمَانِ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِ وَالْكُفْرِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٥٩٥٣- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ :﴿يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ قَالَ : بَيْنَ الْكَافِرِ أَنْ يُؤْمِنَ، وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَكْفُرَ.