١٦٠٠٦- حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أَيْ : لاَ تُظْهِرُوا لِلَّهِ مِنَ الْحَقِّ مَا يَرْضَى بِهِ مِنْكُمْ ثُمَّ تُخَالِفُوهُ فِي السِّرِّ إِلَى غَيْرِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ هَلاَكٌ لِأَمَانَاتِكُمْ وَخِيَانَةٌ لِأَنْفُسِكُمْ.
فَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلَ، قَوْلُهُ :﴿وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ﴾ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الظَّرْفِ. كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
| لاَ تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ | عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ |
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَاهُ : لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ، وَلاَ تَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٦٠٠٧- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَوْلُهُ :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ﴾ يَقُولُ : لاَ تَخُونُوا : يَعْنِي لاَ تُنْقِصُوهَا.
فَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ : لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ، وَلاَ تَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى الأَمَانَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي قَوْلِهِ :﴿وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ﴾ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هِيَ مَا يَخْفَى عَنْ أَعْيَنَ النَّاسِ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ.