١٦٠١٢- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ :﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ قَالَ : فِتْنَةُ الاِخْتِبَارِ، اخْتِبَارُهُمْ. وَقَرَأَ :﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ صَدَّقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴿إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ﴾ بِطَاعَتِهِ، وَأَدَاءِ فَرَائِضِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ، وَتَرْكِ خِيَانَتِهِ، خِيَانَةِ رَسُولِهِ وَخِيَانَةِ أَمَانَاتِكُمْ ﴿يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا﴾ يَقُولُ : يَجْعَلْ لَكُمْ فَصْلاً وَفَرْقًا بَيْنَ حَقِّكُمْ وَبَاطِلِ مَنْ يَبْغِيكُمُ السُّوءَ مِنْ أَعْدَائِكُمُ الْمُشْرِكِينَ بِنَصْرِهِ إِيَّاكُمْ عَلَيْهِمْ، وَإِعْطَائِكُمُ الظَّفَرَ بِهِمْ. ﴿وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ يَقُولُ : وَيَمْحُو عَنْكُمْ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ. ﴿ويغفر لكم﴾ يَقُولُ : وَيُغَطِّيهَا، فَيَسْتُرُهَا عَلَيْكُمْ، فَلاَ يُؤَاخِذُكُمْ بِهَا. ﴿وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ يَقُولُ : وَاللَّهُ الَّذِي يَفْعَلُ ذَلِكَ بِكُمْ، لَهُ الْفَضْلُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى غَيْرِكُمْ مِنْ خَلْقِهِ بِفِعْلِهِ ذَلِكَ وَفِعْلِ أَمْثَالِهِ، وَإِنَّ فَعَلَهُ جَزَاءٌ مِنْهُ لِعَبْدِهِ عَلَى طَاعَتِهِ إِيَّاهُ ؛ لِأَنَّهُ الْمُوَفِّقُ عَبْدَهُ لِطَاعَتِهِ الَّتِي اكْتَسَبَهَا حَتَّى اسْتَحَقَّ مِنْ رَبِهِ الْجَزَاءَ الَّذِي وَعَدَهُ عَلَيْهَا.