١٥٧٦٨- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ :﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ قَالَ : هَذَا نَعْتُ أَهْلِ الإِيمَانِ، فَأَثْبَتَ نَعْتَهُمْ، وَوَصَفَهُمْ فَأَثْبَتَ صِفَتَهُمْ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : الَّذِينَ يُؤَدُّونَ الصَّلاَةَ الْمَفْرُوضَةَ بِحُدُودِهَا، وَيُنْفِقُونَ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ مِنَ الأَمْوَالِ فِيمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ أَنْ يُنْفِقُوهَا فِيهِ مِنْ زَكَاةٍ وَجِهَادٍ وَحَجٍّ وَعُمْرَةٍ وَنَفَقَةٍ عَلَى مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِمْ نَفَقَتُهُ، فَيُؤَدُّونَ حُقُوقَهُمْ. ﴿أُولَئِكَ﴾ يَقُولُ : هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ هَذِهِ الأَفْعَالَ. ﴿هُمُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ لاَ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ آمَنَّا وَقُلُوبُهُمْ مُنْطَوِيَةٌ عَلَى خِلاَفِهِ نِفَاقًا، لاَ يُقِيمُونَ صَلاَةً وَلاَ يُؤَدُّونَ زَكَاةً.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٥٧٦٩- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ﴾ يَقُولُ : الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ. ﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ يَقُولُ : زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ. ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾ يَقُولُ : بَرِئُوا مِنَ الْكُفْرِ. ثُمَّ وَصَفَ اللَّهُ النِّفَاقَ وَأَهْلَهُ، فَقَالَ :﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ إِلَى قَوْلِهِ :﴿أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا﴾ فَجَعَلَ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مُؤْمِنًا حَقًّا، وَجَعَلَ الْكَافِرَ كَافِرًا حَقًّا، وَهُوَ قَوْلُهُ :﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ﴾.


الصفحة التالية
Icon