ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٥٧٩٢- حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ :﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾ أَيْ : كَرَاهَةً لِلِقَاءِ الْقَوْمِ، وَإِنْكَارًا لِمَسِيرِ قُرَيْشٍ حِينَ ذُكِرُوا لَهُمْ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَاذْكُرُوا أَيُّهَا الْقَوْمُ ﴿إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ﴾ يَعْنِي : إِحْدَى الْفِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَالْعِيرِ، وَفِرْقَةِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ نَفَرُوا مِنْ مَكَّةَ لِمَنْعِ عِيرِهِمْ.
وَقَوْلُهُ :﴿أَنَّهَا لَكُمْ﴾ يَقُولُ : إِنَّ مَا مَعَهُمْ غَنِيمَةٌ لَكُمْ. ﴿وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ يَقُولُ : وَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ الطَّائِفَةُ الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا شَوْكَةٌ، يَقُولُ : لَيْسَ لَهَا حَدٌّ وَلاَ فِيهَا قِتَالٌ أَنْ تَكُونَ لَكُمْ، يَقُولُ : تَوَدُّونَ أَنْ تَكُونَ لَكُمُ الْعِيرُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا قِتَالٌ لَكُمْ دُونَ جَمَاعَةِ قُرَيْشٍ الَّذِينَ جَاءُوا لِمَنْعِ عِيرِهِمُ الَّذِينَ فِي لِقَائِهِمُ الْقِتَالَ وَالْحَرْبَ. وَأَصْلُ الشَّوْكَةِ مِنَ الشَّوْكِ.
وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.


الصفحة التالية
Icon