١٥٨٣٢- حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنِ الرَّبَعِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : نَزَلَ جِبْرِيلُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَنْ مَيْمَنَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَنَزَلَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَنْ مَيْسَرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا فِيهَا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ إِرْدَافَ الْمَلاَئِكَةِ بَعْضِهَا بَعْضًا وَتَتَابِعَهَا بِالْمَصِيرِ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مَدَدًا لَكُمْ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ : أَيْ : بِشَارَةً لَكُمْ تُبَشِّرُكُمْ بِنَصْرِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ عَلَى أَعْدَائِكُمْ. ﴿وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ﴾ يَقُولُ : وَلِتَسْكُنَ قُلُوبُكُمْ بِمَجِيئِهَا إِلَيْكُمْ، وَتُوقِنَ بِنُصْرَةِ اللَّهِ لَكُمْ، يَقُولُ : وَمَا تُنْصَرُونَ عَلَى عَدُوِّكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَنْ يَنْصُرَكُمُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، لاَ بِشِدَّةِ بَأْسِكُمْ وَقُوَاكُمْ، بَلْ بِنَصْرِ اللَّهِ لَكُمْ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ بِيَدِهِ وَإِلَيْهِ، يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ. يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ الَّذِي يَنْصُرُكُمْ وَبِيَدِهِ نَصْرُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، عَزِيزٌ لاَ يَقْهَرُهُ شَيْءٌ، وَلاَ يَغْلِبُهُ غَالِبٌ، بَلْ يَقْهَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَيَغْلِبُهُ ؛ لِأَنَّهُ خَلَقَهُ، ﴿حَكِيمٌ﴾ يَقُولُ : حَكِيمٌ فِي تَدْبِيرِهِ وَنَصْرِهِ مَنْ نَصَرَ، وَخُذْلاَنِهِ مَنْ خَذَلَ مِنْ خَلْقِهِ، لاَ يَدْخُلُ تَدْبِيرَهُ وَهَنٌ وَلاَ خَلَلٌ.


الصفحة التالية
Icon