وَرُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي ذَلِكَ قَوْلٌ خِلاَفَ هَذِهِ الأَقْوَالِ وَهُوَ مَا :
١٥٩٠٥- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ :﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ﴾ قَالَ : جَاءَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَظْمِ حَائِلٍ، فَقَالَ : اللَّهُ مُحْيِي هَذَا يَا مُحَمَّدُ وَهُوَ رَمِيمٌ ؟ وَهُوَ يَفُتُّ الْعَظْمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُحْيِيهِ اللَّهُ، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ النَّارَ قَالَ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ : وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّ مُحَمَّدًا إِذَا رَأَيْتُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : بَلْ أَنَا أَقْتُلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاَءً حَسَنًا﴾ فَإِنَّ مَعْنَاهُ : وَلِيُنْعِمَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ بِالظَّفَرِ بِأَعْدَائِهِمْ، وَيُغْنِمَهُمْ مَا مَعَهُمْ، وَيُثْبِتَ لَهُمْ أُجُورَ أَعْمَالِهِمْ وَجِهَادِهِمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَلِكَ الْبَلاَءُ الْحَسَنُ رَمْي اللَّهِ هَؤُلاَءِ الْمُشْرِكِينَ. وَيَعني بِالْبَلاَءِ الْحَسَنِ النِّعْمَةَ الْحَسَنَةَ الْجَمِيلَةَ، وَهِيَ مَا وَصَفْتُ، وَمَا فِي مَعْنَاهُ.


الصفحة التالية
Icon