وَقَدْ وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَزْعُمُ أَنَّ فَتَحَهَا إِذَا فُتِحَتْ عَلَى :﴿وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيَدِ الْكَافِرِينَ﴾، ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ عَطْفًا بِالأُخْرَى عَلَى الأُولَى.
وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفِيِّينَ وَالْبَصْرِيِّينَ :(وَإِنَّ اللَّهَ) بِكَسْرِ الأَلْفِ عَلَى الاِبْتِدَاءِ، وَاعْتَلُّوا بِأَنَّهَا فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ : وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُؤْمِنِينَ.
وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ بِالصَّوَابِ، قِرَاءَةُ مَنْ كَسِرَ إِنَّ لِلاِبْتِدَاءِ، لِتَقَضِّيَ الْخَبَرُ قَبْلَ ذَلِكَ عَمَّا يَقْتَضِي قَوْلَهُ :﴿وَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ صَدَّقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وَفِيمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ. ﴿وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ﴾ يَقُولُ : وَلاَ تُدْبِرُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَالِفِينَ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ أَمْرَهُ إِيَّاكُمْ وَنَهْيَهُ، وَأَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ.
١٥٩٢٨- كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ﴾ أَيْ : لاَ تُخَالِفُوا أَمْرَهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ لِقَوْلِهِ، وَتَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ مُؤْمِنُونَ.


الصفحة التالية
Icon