وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ وَلَمْ يَكُنْ فِي الآيَةِ دَلاَلَةٌ عَلَى أَنَّهَا عَنِيَ بِهَا خُصُوصَ دُونَ عُمُومٍ وَلاَ خَبَرَ عَنِ الرَّسُولِ، وَلاَ فِي فِطْرَةِ عَقْلٍ، فَالْعُمُومُ بِهَا أَوْلَى لِمَا قَدْ بَيَّنَّا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِنَا.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾ فَإِنَّهُ يَعْنِي : الْمُؤَدُّونَ فَرَائِضَ اللَّهِ، الْمُنْتَهُونَ إِلَى أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، الَّذِينَ لاَ يُضَيِّعُونَ شَيْئًا أَلْزَمَهُمُ الْعَمَلَ بِهِ وَلاَ يَرْتَكِبُونَ شَيْئًا نَهَاهُمْ عَنِ ارْتِكَابِهِ.
١٧٤٠١- كَالَّذِي حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾ يَعْنِي : الْقَائِمِينَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَهُوَ شَرْطٌ اشْتَرَطَهُ عَلَى أَهْلِ الْجِهَادِ إِذَا وَفُّوا اللَّهَ بِشَرْطِهِ وَفَّى لَهُمْ شَرْطَهُمْ.
١٧٤٠٢- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ : ثَنِي أَبِي، قَالَ : ثَنِي عَمِّي، قَالَ : ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ﴿وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾ قَالَ : الْقَائِمُونَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ.