ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٧٩٦٤- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ : ثَنِي أَبِي، قَالَ : ثَنِي عَمِّي، قَالَ : ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ :﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾ يَقُولُ : أَنْجَى اللَّهُ فِرْعَوْنَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَحْرِ، فَنَظَرُوا إِلَيْهِ بَعْدَ مَا غَرِقَ.
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : وَمَا وَجْهُ قَوْلِهِ : بِبَدَنِكَ ؟ وَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُنَجِّيَهُ بِغَيْرِ بَدَنِهِ، فَيَحْتَاجُ الْكَلاَمُ إِلَى أَنْ يُقَالَ فِيهِ بِبَدَنِكَ ؟
قِيلَ : كَانَ جَائِزًا أَنْ يُنَجِّيَهُ بِالْبَدَنِ بِغَيْرِ رَوْحٍ، فَلَمَّا كَانَ جَائِزًا ذَلِكَ قِيلَ :﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ ينجِّيه بالبدنِ بغيرِ روحٍ، وَلَكِنْ مَيِّتًا.
وَقَوْلُهُ :﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ :﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا﴾ يَعْنِي : عَنْ حُجَجِنَا وَأَدِلَتِنَا عَلَى أَنَّ الْعِبَادَةَ وَالأُلُوهَةَ لَنَا خَالِصَةً، ﴿لَغَافِلُونَ﴾ يَقُولُ : لَسَاهُونَ، لاَ يَتَفَكَّرُونَ فِيهَا وَلاَ يَعْتَبِرُونَ بِهَا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مَنَازِلَ صِدْقٍ. قِيلَ : عَنَى بِذَلِكَ الشَّأْمَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ. وَقِيلَ : عَنَى بِهِ الشَّامَ وَمِصْرَ.


الصفحة التالية
Icon