وَلَكِنْ لَوِ اخْتَلَفَ الْجِنْسَانِ حَتَّى يَكُونَ مَا بَعْدَ الاِسْتِثْنَاءِ مِنْ غَيْرِ جِنْسِ مَا قَبْلَهُ كَانَ الْفَصِيحُ مِنْ كَلاَمِهِمُ النَّصَبَ، وَذَلِكَ لَوْ قُلْتَ : مَا بَقِيَ فِي الدَّارِ أَحَدٌ إِلاَّ الْوَتَدَ، وَمَا عِنْدَنَا أَحَدٌ إِلاَّ كَلْبًا أَوْ حِمَارًا، لِأَنَّ الْكَلْبَ وَالْوَتَدَ وَالْحِمَارَ مِنْ غَيْرِ جِنْسِ أَحَدٍ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ :
.......................... عَيَّتْ جَوَابًا وَمَا بِالرَّبْعِ مِنْ أَحَدِ
ثُمَّ قَالَ :
إِلاَّ أَوَارِيَّ لَأْيًا مَا أُبَيِّنُهَا | وَالنُّؤْيَ كَالْحَوْضِ بِالْمَظْلُومَةِ الْجَلَدِ |
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٧٩٨٠- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ :﴿فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا﴾ يَقُولُ : لَمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا الإِيمَانُ إِذَا نَزَلَ بِهَا بَأْسُ اللَّهِ، إِلاَّ قَرْيَةَ يُونُسَ.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : قَالَ مُجَاهِدُ : فَلَمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا كَمَا نَفَعَ قَوْمَ يُونُسَ إِيمَانُهُمْ إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ.