وَقَوْلُهُ :﴿وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ﴾ يَقُولُ : وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَقْبِضُ أَرْوَاحَكُمْ، فَيُمِيتُكُمْ عِنْدَ آجَالِكُمْ. ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ يَقُولُ : وَهُوَ الَّذِي أَمَرَنِي أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُصَدِّقِينَ بِمَا جَاءَنِي مِنْ عِنْدِهِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنْ أَقِمْ. و أَنْ الثَّانِيَةُ عَطْفٌ عَلَى أَنْ الأُولَى. ويعني بِقَوْلِهِ :﴿أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ﴾ أَقِمْ نَفْسَكَ عَلَى دِينِ الإِسْلاَمِ حَنِيفًا مُسْتَقِيمًا عَلَيْهِ غَيْرَ مِعْوَجٍ عَنْهُ إِلَى يَهُودِيَّةٍ وَلاَ نَصْرَانِيَّةٍ وَلاَ عِبَادَةِ وَثَنٍ. ﴿وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ يَقُولُ : وَلاَ تَكُونَنَّ مِمَّنْ يُشْرِكُ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ الآلِهَةَ وَالأَنْدَادَ فَتَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ..
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَلاَ تَدْعُ يَا مُحَمَّدُ مِنْ دُونِ مَعْبُودِكَ، وَخَالِقِكَ شَيْئًا لاَ يَنْفَعُكَ فِي الدُّنْيَا، وَلاَ فِي الآخِرَةِ، وَلاَ يَضُرُّكَ فِي دِينٍ وَلاَ دُنْيَا، يَعْنِي بِذَلِكَ الآلِهَةَ وَالأَصْنَامَ، يَقُولُ : لاَ تَعْبُدْهَا رَاجِيًا نَفْعَهَا أَوْ خَائِفًا ضُرَّهَا، فَإِنَّهَا لاَ تَنْفَعُ وَلاَ تَضُرُّ، فَإِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَدَعَوْتَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴿فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ يَقُولُ : مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ، الظَّالِمِي أَنْفُسِهِمْ..
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.


الصفحة التالية
Icon