الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾.
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ :﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ وَمَا تَدِبُّ دَابَّةٌ فِي الأَرْضِ.
وَالدَّابَّةُ : الْفَاعِلَةُ مِنْ دَبَّ فَهُوَ يَدِبُّ، وَهُوَ دَابٌّ، وَهِيَ دَابَّةٌ. ﴿إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ يَقُولُ : إِلاَّ وَمِنَ اللَّهِ رِزْقُهَا الَّذِي يَصِلُ إِلَيْهَا هُوَ بِهِ مُتَكَفِّلٌ، وَذَلِكَ قُوتُهَا وَغِذَاؤُهَا وَمَا بِهِ عَيْشُهَا.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٨٠٤١- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ : قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ :﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ قَالَ : مَا جَاءَهَا مِنْ رِزْقٍ فَمِنَ اللَّهِ، وَرُبَّمَا لَمْ يَرْزُقْهَا حَتَّى تَمُوتَ جُوعًا، وَلَكِنْ مَا كَانَ مِنْ رِزْقٍ فَمِنَ اللَّهِ.
١٨٠٤٢- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ : ثَنِي أَبِي، قَالَ : ثَنِي عَمِّي، قَالَ : ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ :﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ قَالَ : كُلُّ دَابَّةٍ.


الصفحة التالية
Icon