﴿إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ يَقُولُ : إِنَّ رَبَّكُمْ بِالَّذِينَ خَالَطَ قُلُوبُهُمْ ذَلِكَ لِمَا نَالَهُمْ فِي سَفَرِهِمْ مِنَ الشِّدَّةِ وَالْمَشَقَّةِ، ﴿رَءُوفٌ﴾ بِهِمْ، ﴿رَحِيمٌ﴾ أَنْ يُهْلِكَهُمُ، فَيَنْزِعَ مِنْهُمُ الإِيمَانَ بَعْدَ مَا قَدْ أَبْلَوْا فِي اللَّهِ مَا أَبْلَوْا مَعَ رَسُولِهِ وَصَبَرُوا عَلَيْهِ مِنَ الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٧٥٠٦- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ﴾ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ.
١٧٥٠٧- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ :﴿فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ﴾ قَالَ : خَرَجُوا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ الرَّجُلاَنِ وَالثَّلاَثَةُ عَلَى بَعِيرٍ، وَخَرَجُوا فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَأَصَابَهُمْ يَوْمَئِذٍ عَطَشٌ شَدِيدٌ، فَجَعَلُوا يَنْحَرُونَ إِبِلَهُمْ فَيَعْصِرُونَ أَكْرَاشَهَا وَيَشْرَبُونَ مَاءَهَا، كَانَ ذَلِكَ عُسْرَةً مِنَ الْمَاءِ وَعُسْرَةً مِنَ الظَّهْرِ وَعُسْرَةً مِنَ النَّفَقَةِ.
١٧٥٠٨- حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ : ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، ﴿سَاعَةِ الْعُسْرَةِ﴾ قَالَ : غَزْوَةُ تَبُوكَ، قَالَ : الْعُسْرَةِ : أَصَابَهُمْ جَهْدٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَشُقَّانِ التَّمْرَةَ بَيْنَهُمَا وَأَنَّهُمْ لَيَمُصُّونَ التَّمْرَةَ الْوَاحِدَةَ وَيَشْرَبُونَ عَلَيْهَا الْمَاءَ.