١٨٦١٠- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ. قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ :﴿وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا﴾ قَالَ : اسْتِثْنَاؤُهُمْ رَهْطَ شُعَيْبٍ، وَتَرْكُهُمْ مَا جَاءَ بِهِ شُعَيْبٌ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ ظِهْرِيًّا.
وَإِنَّمَا اخْتَرْنَا الْقَوْلَ الَّذِي اخْتَرْنَاهُ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ لِقُرْبِ قَوْلِهِ :﴿وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا﴾ مِنْ قَوْلِهِ :﴿أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ﴾ فَكَانَتِ الْهَاءُ فِي قَوْلِهِ ﴿وَاتَّخَذْتُمُوهُ﴾ بِأَنْ تَكُونَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ لِقُرْبِ جِوَارِهَا مِنْهُ أَشْبَهُ وَأَوْلَى.
وَقَوْلُهُ :﴿إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ يَقُولُ : إِنَّ رَبِّي مُحِيطٌ عِلْمُهُ بِعَمَلِكُمْ، فَلاَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَهُوَ مُجَازِيكُمْ عَلَى جَمِيعِهِ عَاجِلاً وَآجِلاً.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامَلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُخْبِرًا عَنْ قِيلِ شُعَيْبٍ لِقَوْمِهِ :﴿وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ يَقُولُ : عَلَى تَمَكُنِكُمْ، يُقَالُ مِنْهُ : الرَّجُلُ يَعْمَلُ عَلَى مَكِينَتِهِ وَمِكْنَتِهِ : أَيْ عَلَى اتِئَادِهِ، وَمَكُنَ الرَّجُلُ يَمْكُنُ مَكْنًا وَمَكَانَةً وَمَكَانًا.